من فضلك قم بزيارة مدونتى "تعالوا "

Sunday, July 13, 2008

قصيدة :"عاطـــل " الشاعر عبدالرحمن يوسف


(عـَاطـِــــل...!)
=======

أرْضـَـى ...
و لا يَـرْضَـى الـزَّمـَـانُ بـِمَــا تـَحَـقـَّــقَ مِــنْ رِضَــايَ
و إنْ ضَـجـِــرْتُ أرَى الـزَّمـَــانَ يـَبـُـثُّ في وَجْهـِـي الـضَّـجـَــرْ ...!
أبـْكِـي ...
و لا يـَبْـكِــي الـزَّمـَــانُ لـِمـَـا تـَسَــرَّبَ مِـنْ بـُكـَائِـيَ خِـفـْيـَـة ً
و إذا ضَحِـكـْــتُ أرَى الـزَّمـَــانَ يـَـرُدُّ ضِحْـكِــي ضـَاحِـكـَــاً
بـِشـَمَـاتـَـةٍ تـُلـْقـَـى بـِوَجْهـِـي كـَالـحَـجَــرْ ...!
أشـْكـُــو ...
و لا أجـِــدُ احْـتِـمَــالاتٍ لإصْـغـَــاءٍ لـِشـَكـْــوايَ الـتـي
مـَا زِلـْـتُ أكـْتـُبـُهَــا و أرْسُـمُـهَــا و أنـْحِـتـُهـَــا و أعـْـزِفـُهَــا
و أُنـْشِـدُهـَـا و أُخـْفِـيـهـَـا و أَنـْشـُرُهـَـا و أُرْسِـلـُهـَـا
و أغـْزِلـُهـَـا و أفـْتِـلـُهـَـا و أُلـْقِـيهـَـا و أحْـمِـلـُهـَــا ...
لأرْجـِـعَ للهُـمُــوم ِ مُـطـَأطِـئـَـاً ...
كـَالطـِّفـْــل ِ عـَــادَ لأُمـِّــهِ دُونَ الحَـليــبِ أو الجُـنـَيـْهِ
و دُونـَمَـا صَـحْــن ٍ مِــنَ الفـُخـَّـار ِفي الـدَّرْبِ انـْكـَسَــرْ ...!
أدْعـُــو ...
و لا رَبٌ يُـسَـايـِرُنـِـي بـِـأيِّ بـِشَــارَةٍ تـُعْـطِــي احْـتِـمـَـالَ إجـَابـَـةٍ
و كـَأنـَّنِـي أدْعُــو بـِمَـا لا يـُسْـتـَجـَــابُ ...
كـَأنَّ إلحَـاحِــي عـَلى رَبـِّـي بَــدَا كـُفـْــرَاً صَريحَــاً بالقـَــدَرْ ...!
* * *
أنـَـا في طـريــق ِ العُـسْــر ِمَــاش ٍ للأبـَــدْ ...
أنـَـا أرْنـَـبُ الأحْــلام ِ في فـَـكِّ الأسـَــدْ ...

أنا لانـْقِــلابِ الحـَـال ِ مَـضـْــرُوبٌ مِـثـَالاً كـَيـْـفَ جَــدَّ ومَـا وَجَــدْ ...!
أنـَا مَـنْ تـَعـَلـَّـمَ – بَـعْـدَمَـا فـَـاتَ الأوانُ – بـأنَّ أرْضَ العـُـرْبِ قـَاسِـيـَـة ٌ
عَـلى مَـنْ في دِرَاسَـتِـهِ اجْـتـَهـَـدْ ...
كـُلُّ الـكـَرَاسِـي وُرِّثـَـتْ في مَـوْطِـنِــي ...
مِـنْ إسـْـتِ شـَاغِـلِـهـَـا ...
إلـى إسـْـتِ الـوَلـَــدْ ...!
و إذا اعْـتـَرَضْـتَ فـَأنـْـتَ مَـوْتـُـورٌ و مَـسْـعـُـورٌ و مَـأجـُــورٌ
و مِـنْ أهـْـل ِ الحَـسَــدْ ...!
و إذا شـَكـَـوْتَ فـَأنـْــتَ حَـتـْمـَـاً كـَـارِهٌ هَــذا الـبَـلـَــدْ ...!
أو أنـْـتَ مَجْـنـُـونٌ يُـعَـانِـي مِـنْ عُـقـَــدْ ...
أنـَا عَـاطـِـلٌ مَـا زِلـْـتُ أمْـشِـي في البَـطـَالـَـةِ دَرْبَ مِـحْـنـَـة ْ ...!
رَقـْـمٌ صَـغِـيــرٌ في الـَمَـلايـيــن ِالتـي تـَحْـيـَـا التـَّعَـطـُّــلَ سِـجْـنَ فِـتـْنـَـة ْ ...!
عـِـبْءٌ عَـلى وَطـَنِــي .../
عـِـبْءٌ عَـلـى أهْـلِـي .../
عـِـبْءٌ عَـلـى ذَاتِـي ... و أسْـوَأُ مَـا رَأتْ عَـيْـنـَـايَ مِـنْ تـَعـَـبِ المَـعِـيـشـَــةِ
أنْ يـُريــحَ الـمَـــرْءُ ذِهْـنـَــه ْ...
جـِسْـمِــي سَـلِـيـــمٌ ...
لـَيـْـسَ مَـطـْبـُوعـَــاً عَـلـى حَـرَكـَاتـِـهِ آثـَـارُ مِـهْـنـَــة ْ...!
دَمْعِـي يَـبـُـوحُ و لا يـَبـُــوحْ ...
و الـصَّـمـْـتُ مَـتـْـنُ الـعَـجـْــز ِ...
تـُعْـجـِـزُهُ الـشـُّــرُوحْ ...
إزْمِـيــلُ يَـأسِـي يُـرْسِــلُ الـضـَّـرَبـَــاتِ يَـهْــدِمُ مَـا بَـنـَيـْــتُ مِــنَ الـصُّــرُوحْ ...
ضَـرَبـَـاتُ ذا الإزْمِـيــل ِ لـَـمْ تـَقـْتـُــلْ طـُمُـوحِــي

إنـَّمـَـا قـَـدْ غـَيـَّــرَتْ نـَــوْعَ الـطـُّمـُـوحْ ...!
عـَـدَدُ الجُــرُوح ِعَـلـى ذِرَاعِــيَ ثـَابـِــتٌ
و إذا تـَأمَّـلـْــتُ اكـْتـَشـَفـْــتُ تـَغـَيـُّــرَاً في عُـمْــق ِهَـاتـيــكَ الجـُـرُوحْ ...!حـُرِّيـَـة ُ الأوْطـَـان ِ، قـَامـُـوسُ الـسِّـيَـاسـَـةِ ، مـَجْـلِــسُ الـنـُّـوَّابِ ،
سِـعـْــرُ الـصَّــرْفِ لـلـــدٌّولار ِ، أمـْــنُ الـدَّوْلـَــةِ الـقـَوْمِــيِّ ،
صَـفـْقـَــاتُ الـسِّــلاح ِ، رُكـُــودُ سـُــوق ِ الـمـَــال ِ، قـَانـُــونُ الـصَّحـَافـَــةِ ،
لـَجْـنـَـة ُ الأحـْــزَابِ ، تـَغـْيـيــرُ الــوِزَارَةِ ، مـَعـْـــرِضٌ لـلـفـَـــنِّ ...
لـَيـْــسَ يـَهـُمـُّنـِــي ... !
لا وَقـْــتَ للأفـْكـَــار ِ ...
للكـَلِـمـَــاتِ ...
لـلأنـْغـَــام ِ ...
لـلـتـَّنـْظِـيــر ِ ...
مُـنـْغـَمِـسـَــاً بـِبَـحْـثِــي عَــنْ مُــذِلٍّ سَــوْفَ يَـقـْبـَلـُنِــي لأُسْـبـُــوع ٍ
يـُمَــارِسُ ذُلــَّــهُ بالـرَّاتِــبِ البـَـادي كـَنـُدْبـَــةِ خـِنـْجـَــر ٍ
قـَــدْ جـُـدِّدَتْ في كـُــلِّ شـَهـْــر ٍ فـَــوْقَ وَجْـهـِـي فـي وُضـُــوحْ ...
أنـَـا لاجـِـئٌ فـي مَـوْطِـنـِــي ...
و مـُخـَيـَّمَـاتِــي تـَمْــلأ ُ الآفـَــاقَ ...
أسْـكـُنـُهـَــا ... و تـَسْـكـُنـُنـِــي ...
أبـيــتُ عَلى الجَــوى مُـسْـتـَعْـمَــرَاً بـِجـُـنـُـــودِ الاسْـتِـقـْــلال ِ
أبْحـَــثُ في دُرُوبِ الأرْض ِ عـَــنْ دَرْبِ الـنـُّـــزُوحْ ...!
* * *
أخـْرَجـْـتُ مِــنْ حَـصَّـالـَتِــي كـُــلَّ الــذي مـُنـْــذُ الطـُّفـُولـَــةِ
لانـْقِـلابـَــاتِ الـزَّمـَـان ِ ذَخـَرْتـُــهُ خـَــوْفَ الـزَّمـَــنْ ...!عِـيـدِيـَّـة َ الأجـْــدَادِ ، جـَائِــزَة َ الـتـَّفـَـوُّق ِ، إرْثَ أمِّـي ،
بَـدْلـَتِـي الـسَّــوْدَاءَ للأفـْــرَاح ِ أو للعِـيــدِ أو للمـَـوْتِ ،
مَـصْــرُوفاً إضَـافـِيـــًا لعُـرْسِــي
( أو لأجْــل ِأبـي إذا احْـتـَـاجَ الــدَّوَاءَ أو الكـَفـَــنْ ) ...!
و حُـلـِـيُّ أخـْتِــي قـَـدْ تـَسـَــرَّبَ جُـلـُّـــهُ ...
لـَـمْ يـَبـْــقَ إلا قِـطـْعـَـة ٌ أو قِـطـْعَـتـَــان ِ بـِدُرْجـِهـَـا لـَـمْ تـُرْتـَهـَــنْ ...
و مَـوَارِدي أنـْفـَقـْتـُهـَــا في الأكـْـل ِ – لا الـدُّخـَّــان ِ–
ثـُـمَّ قـَـدِ اسْـتـَـدَنـْــتُ لـدَفـْـع ِ إيجـَــار ِ الـسَّـكـَــنْ ...
و خـَسِــرْتُ أصْحـَابـِـي بـُعَـيـْــدَ نِـقـَاشِـنـَـا في لـَيْـلـَـةٍ لـَيْــلاءَ ...
عـَــنْ حـُـــبِّ الـوَطـَـــنْ ...!!!
* * *
عُـمْــري فـُصُــولٌ في جَـحِـيـــم ِ المَـحْـرَقـَـة ْ
أو مَـرْكـَــــبٌ مـَــــوْجُ المَـظـَالـِـــــم ِ أغـْرَقــَـــهْ
هـُـوَ مَـنـْطِــقُ الأغـْنـَـى يـُسَـيـِّـــرُ أرْضـَنـَــا
و أنـَــا بعَـقـْلـــي لـَسْــــتُ أفـْهـَـــمُ مَـنـْطِـقــَــهْ !
صَـفـَعـَـاتُ أرْضِـي فـَـوْقَ وَجـْهِ مَـطـَامِـحِـي
جَـعَـلـَــتْ غـَــرَامَ الأرْض ِ مِـثـْـــلَ الهَـرْطـَقـَــة ْ
صَـبـُّــوا طـُمُـوحِــي فـي رَغـِيـــفٍ أسـْـــوَدٍ
و أنـَـــا سَـجـيـــــنٌ فـي حُــــــدُودِ الـبَـوْتـَقــَـــة ْ


شـَكـِّـــي بـكـُـــلِّ مَـوَاهِـبـــــي مُـتـَحَـكـِّـــــمٌ
و عـَلاقـَتِــي بـالنـَّفـْــس ِ تـَنـْقـُصُهـَــا الـثـِّقـَــــة ْ
قـَــدْ كـُنـْـــتُ في يـَـــوْم ٍ أطِـيــرُ مُـحَـلـِّقـَــاً
و اليَــوْمَ تـَهـْــوي فـَــوْقَ رَأسـِــي المِـطـْرَقــَــة ْ
فـَمُـنـِحـْـتُ مَـنـْـعَ الـرُّوح ِ مِـنْ إشْـرَاقهـَـا
و كـَـــــذا طـَليعـَـــــة ُ جـيلِـنـَــــا المُـتـَفـَوِّقــَــــة ْ
عـَـنْ فـُرْصَـةِ العَـمَـل ِانـْبَــرَى مِـذْيَاعُـنـَـا
يُهْـــدي لـَنـَـا شـَمـْــسَ الصَّـبَــاح ِ المُـشـْرقـَــة ْ
وَطـَنٌ بـِحَجـْـم ِ الشـَّمْـس ِ يـَبْـدُو وَاسِـعـَـاً
و أمَـــامَ أحْـلامـِــي تـُــرَى مـَـــنْ ضـَيـَّقـَـــهْ !؟
وَعـَدَتْ حُكـُومَاتـِي .. و تـُخْلـِـفُ وَعْـدَهـَا
كَـعِـصَـابـَـــةٍ مَـنـَعـَــــتْ تـَفـَتـُّـــحَ زَنـْبَـقـَــــة ْ
و أنـَــا فـَرَاشـَـــة ُ مَـوْطِـنـِــي لـَكِـنـَّهـُـــمْ
حَـظـَــرُوا خـُرُوجـِي مِـنْ خـُيـُـوطِ الشـَّرْنـَقـَــة ْ
وطـَنِي هُـمُـومِـي لـَسْـتُ أعـْـرفُ غـَيـْـرَهُ
أحْـيـَـــا بـِــهِ وَحـْــــدي بـِــــرُوح ٍ مُـزْهَـقـَـــة ْ
هَـيْـهَـاتَ أعْـشـَـقُ مَـوْطـِنِـي و ذِرَاعـُهُ
لـَفـَّــتْ عَـلـى الأحْــلام ِ حَـبْــلَ المِـشـْنـَقـَــة ْ !
* * *


أنـَا عَـاطـِـلٌ ...
لـكِـنـَّـنـِــي لـي مِـهْـنـَـة ٌ أتـْقـَنـْتـُهـَــا ...
هِـيَ أنْ أجـُــوبَ الأرْضَ أبْـحـَــثُ عـَــنْ عـَمـَـــلْ ...
و أعـيــشُ في جـُــبِّ الـبـَطـَالـَــةِ مُـرْهـَقـَــاً
و مـِــنَ الـمَـعَـايـِــش ِ مـَـا قـَتــَــلْ ...!
تـَعِــبَ الحِـذَاءُ مـِــنَ الحِجـَـارَةِ عـَبـْــرَ دَرْب ٍ
بـَـاتَ مُـمْـتـَــدَّاً طـَويــلا ً مـثـْـلَ عـُمـْـر ٍ يَـنـْتـَهـِــي في المُـقـْتـَبـَــلْ ...
لـي مِـهْـنـَـة ٌ في كـُــلِّ أُسْـبـُــوع ٍ أُغـَيـِّرُهـَــا ...
تـُغـَيـِّـرُنـِــي ...
و لـَكِــنْ رَغـْــمَ تـَغـْيـيــري الـمُـكـَــرَّر ِ
قـَـدْ سَـئِـمـْــتُ العُـمْــرَ مـِــنْ ضَـغـْـطِ المَـلـَــلْ ...!
أحْـيـَـا عَلـى أمـَــل ِ الـوَظِـيـفــَــةِ يَـائِـسـَــاً
و مِــنَ الـوَظـَائِــفِ مَــا يـَحـُــضُّ عَـلى الـكـَسـَــلْ ...!
لـي مِـهْـنـَــة ٌ مـَــا كـُنـْــتُ أقـْبَـلـُهـَــا إذا خـُيـِّــرْتُ
لـَكِـنـِّــي قـَبـِلـْــتُ تـَدَهـْــوُري خـَلـْــفَ الـمُـسَـمـَّــى بالطـُّمـُــوح ِ
و لـَـمْ أجـِـدْ مـَـا كـَـانَ يـُعـْــرَفُ بالأمـَــلْ ...!
رُوحِــي بـِيـَــوْم ٍ كـَــانَ فيهـَـا بـَعْــضُ أجْـوبـَــةِ الـتـَّسـَــاؤُل ِ
بـَعـْــضُ أشـْعـَــار ِ الـتـَّفـَــاؤُل ِ
لـَكـِــن ِ اليـَــوْمَ اقـْتـَصـَــرْتُ عَـلــى سُــؤَال ٍ وَاحِــدٍ :
أيـْـــنَ الـخـَلــَــلْ !؟
و لـَــرُبَّ مُـشـْكِـلـَــةٍ تـَعِـيـــشُ بأرْضِـنـَــا حَـتـَّــى نـَمـُــوتَ ...
بـِــدُون ِ حـَــلّ ْ ...!
و لـَــرُبَّ مُـحْـتـَــاج ٍ تـَعَـفـَّـــفَ عـَــنْ سُـــؤال ِ الـنـَّـــاس ِ في زُهـْــدٍ

و طـَمـَّـــاع ٍ سـَـــألْ ...!
و لـَــرُبَّ شـَعـْــبٍ يـُنـْتـَعـَـــلْ ...!
و لـَــرُبَّ جَـيـْــش ٍ يـُسْـتـَغـَــلْ ...!
و لـَــرُبَّ جـِيـــل ٍ يـُبْـتـَــذَلْ ...!
و لـَــرُبَّ مَخـْــذُول ٍ خـَــذَلْ ...!
و لـَــرُبَّ أصْـنـَــام ٍ لـَهـَــا سَـجـَــدَ العِـبـَــادُ الـيـَــوْمَ أسْـــوَأ َ مِــنْ "هُـبـَــلْ" ...!
و لـَــرُبَّ قـِصَّــةِ صَـامـِــدٍ لـَكِــنْ بآخِـرِهـَــا قـَــدِ انـْتـَحَـــرَ الـبَـطـَـــلْ ...!
و لـَــرُبَّ صَـحـْــرَاءٍ قـَسَـــتْ حَـتـَّـــى انـْتـَهـَــى صَـبـْـــرُ الـجَـمـَـــلْ ...!
و لـَــرُبَّ رَكـْــبٍ قـَــدْ سَـعـَــى نـَحـْـــوَ الـنـُّجـُـــوم ِ و مـَــا وَصَـــلْ ...!
و لـَــرُبَّ عـُمـْــر ٍ ضـَـاعَ في تـِلــْــكَ الـمَـعـَاهـِـــدِ و الـمـَــدَارس ِ
كـَـــانَ آخـِـــرُهُ الـفـشـَـــلْ ...!
* * *
هَـمِّــــي يـَفـُــــــوقُ تـَمَــــــرُّدَ الهـِمـَــــم ِ
و تـَوَجُّـعـِـــي أقـْـــــوى مِــنَ الـكـَلـِـــــم ِ
لا يـَـأسَ قيــلَ مَـعَ الحَـيـَـاةِ فـَهَــلْ تـُــرَى
قـَـدْ عـَـاشَ مـَـنْ قـَـدْ قـَالـَهـَــا ألـَمِــــي ؟
صَـخـَـبُ الهُـمُـوم ِ يَـهـُـزُّ هَـدْأة َ أحْـرُفِــي
و سِـــوَايَ يـَحْـيـَــا صَـاخِـــبَ الـنـَّغـَــــم ِ
يَا مَـوْطِـنِي .. و قـَـدِ احْـتـَرَقـْتُ بـِصَـرْخـَتِـي
و تـُشِـيــــحُ عـَنـِّــي زَاعِــــمَ الـصَّـمَـــــم ِ

لـَـو أنـَّنِــي قـَصَّــرْتُ عَـبـْــرَ مَـسِـيرَتـِـــي
لـَرَضِـيـــــتُ مِـــنْ دُنـْيـَـــايَ بالعـَــــــدَم ِ
لكـَنـَّنِــــي ذَاكـَـــرْتُ عـَبـْــــرَ تـَعَـلـُّمِــــــي
لأعِـيـــشَ بَـعـْــــدَ الجـِـــدِّ فــي الـنـَّـــدَم ِ
نـَسْــرُ الهـُمـُـوم ِ يـَصِـيـدُ كـُلَّ مَـطـَامِحِـي
و أنـَـــا جـَنـيــــنٌ خـَــــارجَ الـرَّحـِــــــم ِ
النـَّسْـــــرُ يـَأكـُلـُنـِــــي و إنـِّــي سَـائـِــــلٌ
مـَـــاذا يـُحَـرِّكـُــــهُ مـِـــنَ الـنـِّقـَــــــم ِ!؟
النـَّسْــــرُ يـَأكـُلـُنـِـــي .. و إنـِّــي بـَـــاذِلٌ
لـَحْـمِــــي لـَــــهُ فـي غـَايـَـــــةِ الـكـَـــرَم ِ
أنـَــا لـَــنْ أُقـَاوِمـَــهُ .. فـَكـَـمْ شـَاهَـدْتـُــهُ
مُـنـْــذ ُ الطـُّفـُولـَــةَِ سَـاكِـنـَــاً عَـلـَمـِـي !




شعر : عبدالرحمن يوسف



القاهرة
بدأت كتابتها مايو 2007
و انتهت في 9/7/2007
3.00 صباحا




No comments: